تفسير سورة الناس

تفسير باطني و عميق لسورة الناس بعيدا عن الأفكار السطحية التي تؤمن بالخرافات

3/13/20241 min read

قل اعوذ برب الناس:

قل: و يعني هنا قل يا محمد,أي ان هذا الأمر يرجع الى سيدنا محمد الذي كان يعاني من قومه الذين هجروا القران و اتخذوه هزؤا و لم يتدبروا الايات.

عاذ به: التجأ إليه و اعتصم به, لزمه

أعاذ به: أجاره و أغاثه.

رَب الولد: تعهده بما يغذيه و ينميه و يؤدبه

ناس الغصن تحرك, ناس لعابه سال, اضطرب, ناس الجمال ساقها

يا محمد قل لهؤلاء الذين يثيرُون خوفك أنك تستعين بالله الذي هو الرب الذي يتحمل المسؤولية عن الأفكار المُضللة التي تخطر على أذهان البشر بشأن القرآن. إنهم لم يدرسوه بتأنٍ ولم يتأملوا آياته بل اكتفوا بفهم معانيها الظاهرية فقط.

مِلْكِ الناسِ:

المقصود بـ "الناس" في هذا السياق هم الأشخاص الذين فقدوا تركيزهم وتشتتت أفكارهم عندما رضوا بالسطحية ولم يتعمقوا في مفهوم الآيات. وطبعاً هم المسؤولون عن ذلك ويتحملون المسؤولية عنه. هذه الأفكار السطحية هي ملك لهم وحدهم.

أَلَهِ الناس

أَلَه من إلتهى

إلتهى الرجل بألة لعب بها, إلتهى عنه بغيره إشتغل.

التهوا و اشتغلوا بالمعاني الظاهرية للايات بدون تدبر أو إمعان في التفكير فتشتت أفكارهم.

من شر الوسواس الخناس

شَرٌ مستطير أي ساطع و منتشر

وسوست النفس: حدثت بما لا جدوى منه ولا طائل

خنس الرجل توارى و غاب, خنس بالشيئ واراه, خنس بالرجل غلب به

أي من شر هذه الأفكار المنتشرة, السطحية التي لا جدوى منها ولا طائل.

هذه الأفكار تغيب و تواري المعنى الحقيقي للأيات.

الذي يوسوس في صدور الناس

وسوست النفس: حدثت بما لا جدوى منه ولا طائل, يتوارى و يغيب

الصدور: صدارة المشهد

أي أن هذه الأفكار الضالة تتصدر المشهد و تضلل الناس الذين يقتنعون بها و تسوقهم الى الهاوية

من الجنة و الناس

جن عقله: فسد, زال عقله

من فساد العقل و التفكير الخطأ المضطرب.

فيكون بذلك التفسير الوافعي لهذه السورة

كان سيدنا محمد يعاني من شعبه الذين تخلوا عن القرآن وأخذوه سخرية ولم يتأملوا في الآيات. فخاطبه الله تعالى بأن يا محمد قل لأولئك الذين يثيرُون خوفك أنك إلتجأت و إعتصمت بالله الذي هو الرب الذي يتحمل مسؤولية الأفكار الضارة التي تدخل عقول الناس بخصوص القرآن فهؤلاء الناس لم يدرسوا القرآن بعناية ولم يتأملوا في آياته بل رضوا بفهم معانيه السطحية فقط. فقدوا تركيزهم وتشتتت أفكارهم عندما رضوا بالسطحية ولم ينغمسوا عميقًا في مفهوم الآيات وهم من يتحملون كل المسؤولية عن تلك الأفكار السطحية التي هي من صنعهم هم. فأصبحوا مشتتين وانشغلوا بالمعاني الظاهرية للآيات دون التأمل أو التفكير العميق.

طلب الرسول المساعدة من الله لحمايته من شر هذه الأفكار المنتشرة السطحية العقيمة التي تخفي وتلبس المعنى الحقيقي للآيات. إنها أفكار مضلة تأخذ صدارة التفكير وتضل الناس الذين يؤمنون بها وتقودهم إلى الهاوية فساد العقل والتفكير الخاطئ والمضطرب.

هذا هو تفسير الآية حيث نلاحظ أنه لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بالجن و الشياطين و كل هذه المعتقدات التي حذر الله من الإنسياق وراءها و إتباعها. فإذا أخذنا هذه الآيات بظاهرها تبين أنها مجرد خرافات أما إذا تعمقنا في فهمها وجدنا فيها دعوة إلى التدبر و التفكير العميق في آيات الله حتى نتوصل إلى معناها الحقيقي.